رغبة من الشيخ –رحمه الله – في ألا تنقطع دروسه السنوية في
الحرم المكي في رمضان كشف الشيخ لأطبائه عن رغبته في الذهاب إلى الحرم
وإلقاء الدروس هناك فسمحوا له بذلك على ألا يختلط بالناس كي لايتعرض
لتدافعهم أو يصاب بعدوى مرضية من أحدهم مبينين له أن المصاب بمرض السرطان
يكون قليل المناعة دائماً.. فتحقق له ماأراد فواصل فتاواه ودروسه المكية
حتى ليلة 29 من رمضان حيث أختتم دروسه المكية للعام قائلاً مقولة الرسول
عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ( لعلي لاألقاكم بعد عامي هذا ) .
وقد
كان لهذه الكلمة الأثر البليغ في نفوس الحاضرين ..فبكى بعضهم وأصبحت تسمع
هنا وهناك كلمات ومقولات .وفي يوم العيد نُقل الشيخ إلى غرفة العناية
المركزة في التخصصي في جدة وفي اللحظات الأخيرة لوفاته والتي تجمع فيها
أبناءه حوله كان يذكرهم بضرورة تعجيل دفنه بعد موته ويذكرهم بسنة النبي
"صلى الله عليه وسلم " فقضى الشيخ وقد لاقى مرضه وواجهه بشجاعة وهو المرض
الأخطر في تاريخ البشرية حتى اليوم .
ويذكر
المقربون من الشيخ أنه حين عرض عليه الفريق الطبي الأمريكي في الولايات
المتحدة العلاج الكيميائي ووضحوا له أنه يسبب تساقط الشعر فسأل الشيخ " حتى
شعر لحيتي "؟؟!! فقالوا :نعم ... فقال:
"لا
أحــب أن ألا قي ربـــي بلا لحـــــيتي "
حقاً
من كان بالله أعرف كان منه أخوف فكيف يلاقي ربه من حلق لحيته بلامرض أو سبب
شرعي ؟!...