الأعجاز العلمي في حشرة الفراشة
قال تعالى : "يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ
كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ" (القارعة:4).
لقد شبَّه الله سبحانه وتعالى
حركة الناس يوم القيامة في ارتباكهم كالفراش المنتشر، وهي إشارة خفية إلى
هذه الحشرة التي هي من مخلوقات الله تعالى فكل ما في الوجود من مخلوقات هو
إعجاز ومعجزة يستحيل خلق مثلها، وإليكم إيجاز لبعض من تلك العجائب.
فالفراشة
من الكائنات التي تبيض في المرة الواحد ما يقارب من (450_500) بيضة في
المرة الواحدة، وللمحافظة على البويضات تقوم بربط البويضات بعضها ببعض
بواسطة مادة خيطية لاصقة تقوم بإفرازها، وبهذا تمنع تناثر البيوض في
الأطراف، وبعد خروج اليرقات من البيض تقوم بربط نفسها بغصن شجرة ملائمة لها
بواسطة الخيوط التي تفرزها، ومن أجل إتمام نموها تقوم بأفرازات خيطية
لحياكة الشرنقة، وكل هذا تقوم به اليرقات خلال ثلاثة أو أربعة أيام بطريقة
متواصلة ودون توقف.
تناظر الجناحين :
لو نظرنا بدقة إلى أجنحة
الفراشة نرى أمامنا أجنحة متناظرة الشكل تماماً، فهذه الأجنحة الشفافة
مخلوقة كاللوحة المرسومة، وهي تمثل شيئاً فوق العادة في صناعتها، فجناحا
الفراشة متشابهان في رسوماتهما وانتظام نقاطهما وألوانها، فلا توجد اختلاط
في ألوانها الموجودة، وهذه الألوان تتكون من أقراص صغيرة جداً مرتبة واحدة
بجانب الآخر، فإذا ما لمسنا هذه الأقراص الصغيرة فإنها تتشتت تتفرق ولو
تغيير مكان أي قرص من هذه الأقراص الصغيرة فإنها تظهر في الأجنحة، فليس
هناك على وجه الأرض فراشة أجنحتها بدون نظام، كأنها من صنع رسام واحد أو
صانع واحد وخالق واحد عظيم لا مثيل لخلقه يبين لنا صفاته في أجنحة فراشة "
هُوَ اللهُ الخَالَقُ البَارِئُ المُصَوِرُ لَهُ الأسماء الحُسنى يُسَبّحُ
لَهُ مَا في السَّموَاتِ والأرض وَهُوَ العَزيُز الحَكيمُ" (الحشر:24).