دواء القلـــوب
أجمع العلماء من أهل الإسلام على أن أكبر دواء وأحسن شفاء هو : ذكـر الله.
فعالوا نتعاهد على ذكر الله صباح ومساء , قياماً وقعوداً وعلى جنوبنا .
قال
تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى
جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ) (آل عمران:191) .
وقال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطمئنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28).
قالى تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
(الأحزاب: من الآية35)
لو سألنا :
متى يكون الإنسان المسلم من الذاكرين الله كثيراً.
يجيب على ذلك ابن الصلاح ونقل جوابه النووي في كتابه (الأذكار)
قال رحمه الله...من
ذكر الله بالأذكار الشرعية صباحاً ومساءً , وأدبار الصلوات , وعند الطعام
, وعند القيام من الطعام , وعند النوم , وعند الاستيقاظ من النوم ,وعند
دخول المسجد والخروج من , وذكر السفر والأذكار الشرعية الثابتة فهو من
الذاكرين الله كثيراً.وقال بعضهم ونسب إلى ابن عباس : ((أن تذكر الله حضراً وسفراً , وفي حلك وإقامتك , وفي السراء والضراء)).
وقال بعضهم وهو اختيار الغزالي:لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله دائماًُ أبداً.
وفي
حديث عبدالله بن بسر: أن رجلاً قال: يا رسول الله ,إن شرائع الإسلام قد
كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبت به ؟ قال (لايزال لسانك رطباً من ذكر الله).
وهذا أحسن الكلام وأجمع العبادة
وقال ابن تيمية كما في (فتاويه)
لما سئل عن أفضل الأعمال
قال: يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
لكن من أفضل الأعمال ذكر الله عز وجل , قال تعالى: ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
(الرعد: من الآية28).
ويقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً
كَثِيراً * وسبحوه بكرةً وأصيلاً)(الأحزاب:42,41).
ويقول سبحانه: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا )
(طـه: من الآية130).
ويقول تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )(الكهف: من الآية24).
ماهي الأذكار الشرعية؟
من أحسن كتب الأذكار:
كتاب (الأذكار) للنووي
وكتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب) لابن القيم
وكتاب (الكلم الطيب) لابن تيمية.
هذه
الكتب الثلاثة سوف تدلكم _ بإذن الله _ على الأذكار صباح ومساء , وإذا
أخذها الواحد منا فسوف يتعلم منها الذكر , وسوف يكون _ إن شاء الله _ على
بصيرة ,
ولا بأس أن أذكر بعض الأذكار هنا:
فمن الأذكار الثابتة
عنه صلى الله عليه وسلم التي كان يقولها ويرددها كثيراً... سيد الاستغفار
وهو أن يقول أحدكم: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا
على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ماصنعت , أبوء لك بنعمتك علي
وأبوء بذنبي فاغفر لي , فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ).
ومنها: الحديث الثابت الصحيح الذي يجمع لك أفضل مايقوله الناس في أيامهم ولياليهم: (سبحان الله وبحمده ,
عدد خلقه , ورضا نفسه , وزنة عرشه , و مداد كلماته).
ومنها:
(اللهم إني أصبحت ( أمسيت)أشهدك , وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك ,
وأنك أنت الله لا إله إلا أنت , وحدك لا شريك لك , وأن محمداً عبدك
ورسولك) , تقوله أربع مرات إذا أصبحت وأربعاً إذا أمسيت.
وتقول
إذا أصبحت ثلاثاً: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق), وتقول إذا
أصبحت و إذا أمسيت _ ثلاثاً _ : (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في
الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم).
وتقول إذا أصبحت ثلاثاً: (رضيت بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد نبياً) صلى الله عليه وسلم.
وتقول إذا أصبحت ثلاثاً:
(اللهم
بك أصبحنا , وبك أمسينا , وبك نحيا , وبك نموت , وإليك النشور) , وإذا
أمسيت تقول (اللهم بك أمسينا , وبك اصبحنا , وبك نحيا , وبك نموت , وإليك
المصير).
والدعاء الثابت الصحيح: (اللهم فاطر السموات
والأرض , عالم الغيب والشهادة , أشهد أن لا إله إلا أنت , أعوذ بك من شر
نفسي وشر الشيطان وشركه, وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم).
ومن الذكر أن تقول: (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) , ثلاث مرات.
ومنها أن تقول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
فأوصيكم بآيات أذكرها لكم , تتلونها صباحاً ومساءً , يعصمكم الله بها من الصرع (صرع الجان)
الذي
يتلبس بكثير من الناس لقلة ذكرهم , ويعصمكم من الحوادث المزرية , ويعصمكم
من المعاصي التي يقع فيها كثير من الناس , ومن الهموم و الغموم والأحزان ,
والمشكلات وغير ذلك.
فعليكم بالفاتحة والخمس آيات من سورة البقرة...
(الم
* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا
أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُولَئِكَ عَلَى
هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة:5 ,1 ) .
وآية الكرسي:
(اللَّهُ
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا
نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا
شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ
حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255).
وآخر آيتين من سورة البقرة:
(آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ
بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير*لا يُكَلِّفُ
اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا
لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ
عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا
وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة: 286 , 285) .و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص :1) ثلاثاً.
و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1) ثلاثاً.
و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1) ثلاثاً.
إذا فعلت ذلك حفظك الله سراً وظاهراً وعلانية , وحفظ عليك إيمانك ,
ولايمسك جان , ولا يأتيك إن شاء الله مصيبة.