محب رسول الله عضو جديد
عدد المساهمات : 12 نقاط : 101968 تاريخ التسجيل : 05/06/2010 الجنس : دولــتــي :
| موضوع: بكى القلب قبل العين الجمعة يونيو 18, 2010 12:30 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم --------------------------- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي حبيب رب العالمين صلي الله عليه وسلم --------------------------------------------------------------------------------- ( بكى القلب قبل العين ) ----------------------------------- --------------------------------------------------------------------------------- إقرأها حتى النهاية وإن لم تتأثر بشيء عليك مراجعة نفسك لو سمحت إقرأها كاملة حرف حرف بقلبك قبل عينيك أَُشعر بكلماتها بوجدانك وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم بعد ثلاثة أشهر من حجة الوداع في وسط صَفَر - كما نقل أكثر الرواة - بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم بالشكوى من رأسه و كان ذلك بعد حجّة الوداع بإحدى و ثمانين يوماً ، و أنزل الله تعالى قوله : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1-3]. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نُعِيَت إليَّ نفسي " . فلمّا قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال له جبريل : يا أخي و لَلآخرة خير لك من الأولى . و جاء سيدنا جبريل يستعرض معه القرآن فقرأه معه مرتين و اجتهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعبادة حتى صار كالثوب البالي من كثرة العبادة و كان كل يوم عندما يذهب و يجيء يقول : سبحان الله و بحمده استغفر الله و أتوب إليه . فقالت له أم سلمة : يا رسول الله إنّك تدعو بدعاء لم تدعه من قَبل . فقال : " إنّ ربي أخبرني أنّني سأرى علماً في أمَّتي و أنني إذا رأيته أسبِّح بحمده و أستغفره، ثم قرأ قوله تعالى : " إذا جاء نصر الله و الفتح" . و قبل وفاته صلى الله عليه و سلم بأيام خرج إلى قتلى أُحُد بعد ثمان سنين فوقف إليهم و سلم عليهم و حيّاهم و أكثر من الصلاة عليهم ثم عاد فصعد المنبر و جمع الناس فقال : أيها الناس إني بين أيديكم فرط و أنا عليكم شهيد و إنّ موعدكم الحوض و إني لأنظر إليه و أنا في مقامي هذا و إني قد أُعطيتُ مفاتيح خزائن الأرض و إني لست أخشى عليكم أن تُشرِكوا بعدي و لكني أخشى عليكم أن تنافسوا فيها كما تنافسوا فيها فتُهلِكَكم كما أهلَكَتهم ،ثم جلس ثم قام فقال : أيها الناس إنَّ عبداً خيَّره الله أن يؤتيه زخرف الدنيا و بين ما عنده فاختار ما عند مولاه . فقام أبو بكر و قال : فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله ! فتعجّب الناس من الصِدّيق و قالوا لِمَ فعل هذا ؟ إنّما يقول عن عبد خيَّره الله تعالى و لكن الصدّيق فَهِم مَن هذا العبد المخَيَّر، ثم قال الرسول صلى الله عليه و سلم : إنَّ أمَنّ الناس عليّ بصحبته و ماله أبو بكر، كلّ من كان له عندنا يداً كافأناه عليها إلا الصدّيق فإنا نترك مكافأته لله ، لو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً و لكن أخوَّة الإسلام ، لا يبقى في المسجد بابٌ إلا ويُغلَق ألا باب أبي بكر. اللحظات الأخيرة نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فما رُؤيَ بعدها على المنبر جالساً إلا مرة. ثم دخل عليه الصلاة و السلام إلى بيته و في الليل خرج فرأى رجلاً من الصحابة فقال : يا فلان إني أُمِرتُ أن أستغفر لأهل أُحُد ، فاخرج معي . فخرج في منتصف الليل إلى أُحُد ، فاستغفر لهم و دعا لهم ثم عاد إلى البيت فدخل فإذا بعائشة قد عصبت رأسها من الألم ، فقالت : يا رسول الله وا رأساه . قال : بل أنا يا عائشة وا رأساه . ثم بدأ يدور على أزواجه حتى أتعبه المرض فاستأذن أن يُمَرَّضَ في بيت عائشة فأذِنوا له، فحمله سيدنا العباس و سيدنا عليّ و إنّ رجلاه لتخطّان على الأرض خطاً لا يستطيع الوقوف عليهما من شدة المرض ، فدخل بيت عائشة فقالت : بأبي أنت و أمي يا رسول الله . ثم جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتها و اشتدَّت عليه الحمى فدعا عائشة و حفصة و طلب أن يأتوه بقُرَب من آبار متعددة لتكون باردة فجاءوا بسبع قُرَب فجلس في مخضب و وُضِعَ الماء عليه و هو يشير أن صُبوا عليّ منها . يقول العباس : و كنت إذا لمسته ضربتني الحمّى، فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يُنزَعُ كما يُنزَع الرجال من الناس . و عن عبد الله بن عمر قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يوعَك وعكاً شديداً فقلت يا رسول الله إنّك توعك وعكاً شديداً ، فقال عليه الصلاة و السلام : أجل إنني أوعك كما يوعك رجلان منكم ، قلت : ذلك أن لك لأجرين قال : أجل ذلك أن ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيئاته . وأخرج النسائي عن فاطمة بنت اليمان أنها قالت : أتيتُ النبي صلى الله عليه و سلم في نساء نعوده ، فإذا سِقَاء يقطر عليه من شدة الحمى ، وضعوا وعاء ماء يقطر عليه ليبرد عنه شدة الحمى ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أشدَّ الناس بلاء : الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" . و رُوِيَ عن عروة أنه صلى الله عليه و سلم قال : "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلتُه بخَيبر من الشاة المسمومة " . و قد تُوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم شهيداً ، فهو قد نال صفات كمال البشر جميعاً ، وهو سيد الكرماء و سيد العقلاء و سيد الحكماء . و كان ابن مسعود و غيره من الصحابة يرون أنه مات شهيداً بالسُّمِّ . نقل البخاري عن عائشة قولها : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض أو اشتكى نفث على نفسه بالمعَوِّذات ، و كان ينفث فيمسح بها يده ، فلما مرض مرضته هذه ، كنت أنا أقرأ و أمسح على النبي صلى الله عليه و سلم. وقد جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ًو كان المرض قد اشتد به أُسكِتَ فلم يعد قادراً على الكلام ، فدخل عليه سيدنا أسامة و كان قد جهز الجيش للمسيرة فتوقَّف ، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه و سلم بين يديه و هو غير قادر على الكلام ، فكان يضع يده على سيدنا أسامة ثم يرفع يديه إلى السماء ، قال سيدنا أسامة : فعرفتُ أنه يدعو لي ثم يضمني إلى صدره ، ثم يرفع يديه إلى السماء ، ثم يمسحني بيديه . ثم فتح عينيه و قال عليه الصلاة و السلام :" يا عائشة إنه ليهون عليّ الموت أني رأيتكِ في الجنة"، ففرحت عائشة . و كان في بيته حين مرضه سبعة دنانير ، فإذا أُغميَ عليه ثم أفاق ، صحا يقول : يا عائشة تصدّقي بها ، فإذا استيقظ قال ما فعلتم بالمال ؟ يقولون : يا رسول الله شُغِلنا بك، يقول : ما ظنُّ محمد بربّه لو لقيَ الله وعنده هذه الدنانير، تصدّقوا بها كلها .ثم دعا النبي صلى الله عليه و سلم سيدتنا الزهراء فاطمة ، فلمّا دخلَت عليه ابتسم و قرَّبها منه وهمس في أذنها فسارَّها بشيء ، فبكت ثم دعاها فسارَّها بشيء ، فضحكت ، فسألتها عائشة فقالت : ما كنتُ لأفشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم . وكان صلى الله عليه و سلم إذا دخلت عليه فاطمة قام إليها و قبَّلَها وأجلسها في مجلسه فلما مرض ودخلت عليه لم يستطع القيام فأكَبَّت على يديه فقبَّلتهما و قبَّلته من وجنتيه ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "يا فاطمة إنَّ جبريل كان يعاودني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عاودني العام مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ويا فاطمة أبشري إنكِ أول أهل بيتي لحوقاً بي". و عن عائشة قالت : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة : "يا فاطمة أخبرني جبريل أنه ليس من نساء المسلمين أعظم مُصاباً منكِ بي بعدي، فلا تكوني أدنى امرأة منهم صبراً ، فاصبري يا ابنتي و احتسبي عند الله أجرك تكوني أول الناس لحوقاً بي"، فقامت فاطمة و قالت : احتسبتكَ عند الله " . و كانت رضي الله عنها قد توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بستة أشهر. ليلة الوفاة و في ليلة الوفاة و يُقال ليلة الاثنين ، عند صلاة الفجر و المسلمون ينتظرون رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بعث السيدة عائشة و قال لها : " مُري أبا بكر فَليُصَلِّ بالناس "، فقالت: يا رسول الله إنَّ أبا بكر رجل ضعيف الصوت ، فقال عليه الصلاة و السلام : "إنَّكن صُوَيحبات يوسف ، مُرنَ أبا بكر فليصلِّ بالناس"، فقالت : يا رسول الله إنَّ أبا بكر رجل رقيق لا يستطيع أن يقف مكانك و أنت مريض و إذا قرأ القرآن لا يسمع الناس قراءته من كثرة بكائه ، فقال عليه الصلاة و السلام : "مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس" . فصلى أبو بكر سبعة عشر صلاة بالناس ، فلما ازداد مرض رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعاً امتلأ المسجد بالناس لا يغادرونه حتى يطمئنوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، حتى كان فجر ذلك اليوم الذي غادر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا ، فوقف أبو بكر يؤمُّ الناس فإذا برسول الله صلى الله عليه و سلم يفتح حجاب البيت و ينظر فيجدُ المسجد مُلِء،َ فيبتسم و يقول الحمد لله ثم ينادي على عليّ و الفضل و العباس فيحملونه فيدخل المسجد و هو يخط بقدميه الأرض خطا . فابتسم الناس و عَلَت أصواتهم بالحمد و أحسَّ أبو بكر أن رسول الله خرج فتراجع و وقف مع المصلّين ، فأمره رسول الله بالوقوف و جلس بجانبه و اقتدى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي بكر و في رواية أخرى اقتدى أبو بكر بالرسول صلى الله عليه وسلم و اقتدى الناس بأبي بكر، أي كان أبو بكر مبلِّغاً ( و من هنا قال الشافعية الأدب مُقَدَّمٌ على الأمر ) . ثم بعد أن انتهى من الصلاة أمرهم أن يُصعِدوه المنبر، فجلس على أسفله ، لم يستطع أن يرتفع كثيراً، ثم حَمِدَ الله تعالى و أثنى عليه و صلى على نفسه ثم قال : أيها الناس بلغني أنكم تخافون موت نبيِّكم ، هل خلد نبي قبلي فيمن بُعِثَ إليهم فأخلد فيكم ؟ ألا و إني لاحق بربي ألا و إنكم لاحقون بي، فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيراً و أوصيكم في ما بينكم خيراً ، فإنَّ الله يقول : {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3]، إنّ الأمور تجري بإذن الله فلا يحمِلَنَّكم استبطاء أمر على استعجاله ، إنّ الله لا يَعجَل بعجلة أحد و من غالب الله غلبه و من خادع الله خدعه ، فهل عسيتم أن تولَّيتم أن تفسدوا في الأرض و تُقَطِّعوا أرحامكم . أيها الناس أوصيكم بالأنصار خيراً فإنهم الذين تبَوَّأوا الدار و الإيمان من قبلكم ، و أن تُحسِنوا إليهم . أيها الناس ألم يشاطروكم في ثمارهم ، ألم يوسعوا لكم في ديارهم ، ألم يؤثروكم على أنفسهم و بهم الفقر و الخصاصة ؟!!! ألا فمن وُلي أن يحكم بين رجلين فليقبل من مُحسِنِهم و ليتجاوز عن مسيئهم ، ألا ولا تستأثروا عليهم ، ألا و إني فرط لكم ( أي ذاهب قبلكم ) فأنتم لاحقون بي ، ألا إنّ موعدكم الحوض ، فمن أحبَّ أن يَرِدَه عليّ غداً فليكف يده و لسانه إلا فيما ينبغي . يا أيها الناس إنّ الذنوب تُغَيِّر النِّعَم و تبدِّل القِسَم فإذا ضر الناس ضرهم أئمَّتهم و إذا فجروا عقَّهم أئمَّتهم ، ثم قال : حيَّاكم الله بالسلام ، رحمكم الله جبركم الله رزقكم الله نصركم الله رفعكم الله آواكم الله ، أوصيكم بتقوى الله أستخلفه عليكم ، أحذِّركم الله ، إني لكم منه نذير مبين ألا تعلوا على الله في بلاده و عباده فإنه قال لي و لكم : {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83] . فقام رجل و قال : يا رسول الله متى أجَلُك ؟ قال : يا أخي دنا الفراق و المنقَلب إلى الله و إلى الجنة المأوى .قلنا من يغَسِّلك ؟ قال : رجال أهل بيتي، قلنا و بما نُكَفِّنك ؟ قال : بثيابي و إن شئتم في ثياب بياض مصر . قلنا يا رسول الله : من يصلي عليك ؟ قال : إذا أنتم غسَّلتموني و كفَّنتموني فضعوني على سريري هذا على شفير قبري ثم انصرفوا عني ساعة فإنَّ أول من يصلي عليّ ، جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت و أعوانه من جنود الملائكة ، ثم ادخلوا عليّ أفواجاً أفواجاً فصلوا عليّ و سلِّموا تسليما . ثم لِيَبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم و أقرِئوا السلام على من تبعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة . النزع الأخير تقول السيدة عائشة : لم يُقبض نبي حتى يريه الله تعالى مقعده في الجنة ، تقول : فرأيتُ الرسول صلى الله عليه و سلم قد أغمض عينيه و رفع يده إلى السماء ففهِمتُ أنه يقول ربي، أريد ربي ، هنا دخلت فاطمة فرات أباها في النَّزع فقالت : وا كرب أبتاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ، ثم قبض روحه ملك الموت ، فسُمِعَ صوت في البيت يقول: " إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك و دَرَكاً من كل فائت فبالله فثِقوا وإيّاه فارجوا وإنَّما المصاب من حُرِمَ الثواب والسلام عليكم ورحمة الله ". تقول عائشة : فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه بين صدري و نحري و طلب شيئاً من الماء وضعه على شفتيه و قال : "اللهم سَهِّل عليّ سكرات الموت" . و بدأ ينزع عليه الصلاة والسلام وأنا أنظر إليه ما أدري ما الأمر ، فإذا به يثقل ويثقل ونظرت فإذا هو قد شَخَصَ ببصره إلى السماء فعرفتُ إنه قد قُبِض ، فوضعتُ رأسه الشريف صلى الله عليه وسلم وخرجتُ وأنا أبكي فاستقبلني الناس وكان عمر على الباب ، فلمّا سمع خُبِلَ ( زهل ) وجاءت النساء فرأوا الرسول صلى الله عليه وسلم شاخصاً ، فإذا برجل يصيح من باب المسجد : وا رسول الله!!! فسمع أبو بكر الصوت على بُعْدٍ من المدينة ، فإذا به يركض مُتَّجهاً إلى المسجد و هو يهُدُّ الأرض هدَّاً و يصل إلى المسجد فإذا بعمر قد أخذ سيفه ووقف أمام الناس و هو يقول : من يقول إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مات أضرب عنقه ، إنّه لم يمت و لن يموت!. فجاء الصدِّيق ، فدخل على الرسول صلى الله عليه و سلم و عيناه تنهمران و زفراته تتردد و كان قد غُطّيَ وجهه الكريم صلى الله عليه و سلم ، فجلس على ركبتيه و كشف عن وجه صاحبه و مسحه و جعل يبكي ويقول : " بأبي أنت و أمي يا حبيبي ، طِبتَ حيّاً و ميتاً ، لقد انقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحدٍ من الأنبياء ، جللتَ يا حبيبي عن البكاء و لو أنّ موتك كان اختياراً لَجُدنا لموتك بأرواحنا ، يا حبيبي يا رسول الله ، لولا أنّك نَهَيتنا عن البكاء لأنفدنا عليك ماء العيون لا يبرحان بنا إلى أن نلقاك بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، أمّا الميتة التي وعدك الله إيّاها فقد ذقتها ، فلا أَلَم عليك بعد اليوم". ثم رفع يديه وقال : "اللهم أبلغه عنّا السلام أُذكُرنا يا محمد عند ربك و لِنَكن في بالك ، فلولا ما خلَّفتَ من السكينة لم نقم أبداً ، اللهم أبلِغ نبيك عنّا و احفظه فينا " . ثم خرج فرأى عثمان يأتي المسجد و قد خرس لسانه ، أمّا سيدنا عليّ فكأن رجلاه قد شلت فلا يستطيع القيام . ثم دخل أبو بكر إلى المسجد و عمر يجول كالأسد و لا يرضى أن يقول أحد بأنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات . فصعد على المنبر و قال : إليَّ إليَّ أيها الناس ، فاجتمعوا حول الصدِّيق ، فقال رضوان الله تعالى عليه : " أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أنّ محمداً عبده و رسوله ، و أشهد أنّ الكتاب كما نُزِّل ، و أنّ الدين كما شُرِّع ، و أنّ الحديث كما حُدِّث ، و أنّ الله هو الحق المبين . أيها الناس من كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ، و من كان يعبد الله فإنّ الله ، حيّ لن يموت إلا أنّ الله تعالى قبضه إلى ثوابه و خلَّف فيكم كتابه و سنَّة نبيِّه ، فمن أخذ بهما عُرِف ، و من فرَّق بينهما أنكر، و لا يشغلنَّكم الشيطان بموت نبيِّكم ، و لا يلفتنَّكم عن دينكم " . فلمّا فرغ من خطبته قال : يا عمر أنت تقول أنّ النبي صلى الله عليه و سلم ما مات ! قال : نعم يا أبا بكر . فقال أبو بكر : أنسيت قول الله تعالى : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] و في رواية أخرى تلا أبو بكر قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران : 144]. فسقط سيدنا عمر مغشيّاً عليه و تيقّن أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قُبِض. ثم ذهب الناس و كأنّ المدينة قد غطتها سحابات الحزن و اجتمعوا في ثقيفة بني ساعدة و كانت الخلافة للصدِّيق . أطلت عليكم اخوانى لكن فى النهاية أقول ما قالته الزهراء البتول سيدة نساء العالمين دفن النبي و السيدة فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي صلى الله عليه وسلم وتقول : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الي جبريل ننعاه . وصل اللهم على سيدنا محمد آله وصحبه وسلم قسم فى حب المصطفى صلى الله عليه وسلم منتدى محبين المصطفى صلى الله عليه وسلم تابعونا لتروا جديد موضوعاتنا | |
|
المهندس المدير العام
عدد المساهمات : 2256 نقاط : 111860 تاريخ التسجيل : 27/10/2009 الجنس : دولــتــي :
| |
???? زائر
| موضوع: رد: بكى القلب قبل العين السبت يونيو 19, 2010 1:21 pm | |
| |
|